برزت المخرجة السعودية هند الفهاد كواحدة من أبرز الأسماء في صناعة السينما السعودية والعربية، مسجلةً حضورًا قويًا بفضل مسيرتها المهنية الحافلة بالإنجازات والأعمال الإبداعية.
ومؤخرًا، شهدت مسيرة الفهاد علامة فارقة جديدة باختيارها للمشاركة في لجنة تحكيم “آفاق المستقبل” ضمن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يُعدّ من المهرجانات السينمائية القديمة في العالم العربي. وقد عبّرت الفهاد عن سعادتها بهذه المشاركة، مؤكدةً على أهمية متابعة التجارب السينمائية العربية من منظورٍ مختلف، واعتبارها فرصةً ثمينةً للاحتكاك بأسماءٍ كبيرةٍ في صناعة السينما العربية والعالمية.
من بدايات متواضعة إلى العالمية:
انطلقت رحلة هند الفهاد في عالم السينما عام 2012 بفيلمها القصير الأول “ثلاث عرائس وطائرة ورقية”، الذي عُرض في مهرجان أبوظبي السينمائي. ومنذ ذلك الحين، واصلت الفهاد إثبات موهبتها من خلال أعمالٍ مميزة مثل فيلم “مقعد خلفي” (2013) الذي عُرض في مهرجان الخليج السينمائي، وفيلم “بسطة” (2015) الذي حصد العديد من الجوائز، منها جائزة المهر الخليجي للأفلام القصيرة في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة النخلة الفضية في مهرجان أفلام السعودية. وفي عام 2021، شاركت بفيلمها “المرخ الأخير” ضمن الفيلم الطويل “بلوغ”، الذي عزز حضورها في مهرجانات دولية مرموقة مثل مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
أدوار قيادية وإبداع متعدد:
بالإضافة إلى إبداعها في الإخراج السينمائي، تولت هند الفهاد أدوارًا قيادية في صناعة المحتوى، حيث شغلت منصب مستشار محتوى في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وانضمت إلى مجلس إدارة جمعية السينما السعودية. كما ترأست لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية عام 2017. و لم تقتصر موهبة الفهاد على السينما فقط، بل امتدت إلى الدراما التلفزيونية، حيث أخرجت حلقاتٍ من أعمالٍ بارزةٍ مثل مسلسل “بدون فلتر” (2018) ومسلسل “عناقيد” (2019-2021)، مُقدّمةً قصصًا دراميةً متنوعة، ومُؤكدةً على قدرتها على التنقل بين السينما والتلفزيون بكلّ سهولةٍ وإبداع.
المشاركة في صناعة مستقبل السينما السعودية:
شاركت هند الفهاد في ندوة “التحديات والفرص في صناعة السينما السعودية” على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، حيث ناقشت تطور صناعة الأفلام السعودية في ضوء رؤية 2030، و تناولت قضايا هامة مثل السرديات الثقافية، والتمويل، والرقابة، وفتح آفاق جديدة للمواهب الشابة. كما ساهمت في فيلم “Becoming”، وهو مشروع جماعي ضمّ نخبةً من صانعات الأفلام السعوديات، ليكون شاهدًا على التقدم الذي أحرزته المرأة السعودية في هذا المجال.
رسالة شغف وإلهام:
تُجسّد هند الفهاد مثالًا مُلهمًا للمرأة السعودية الطموحة، التي تواجه التحديات بشغفٍ ومثابرة، وتُحقّق إنجازاتٍ مُلفتة. وتؤمن الفهاد بأنّ المملكة تملك الإمكانيات لأن تُصبح وجهةً عالميةً في صناعة السينما، وهو حلمٌ تسعى إلى تحقيقه من خلال استمرارها في الإبداع والتّميّز.